الدول العربية, التقارير

المصطفى هنون.. موريتاني يدافع عن حقوق المكفوفين بـ"العصا البيضاء" (تقرير)

23.04.2018 - محدث : 23.04.2018
المصطفى هنون.. موريتاني يدافع عن حقوق المكفوفين بـ"العصا البيضاء" (تقرير)

Novakşot

نواكشوط/ محمد البكاي/ الأناضول

ضرب إعاقته بعرض الحائط، غير ملتفتٍ إلى نظرة المجتمع والمثبّطات. ورغم كونه كفيفًا، لكنه أبصر طريقًا شقّه بقلبه وعقله نحو التميّز وأصبح نموذجا للنجاح.

الموريتاني "محمد المصطفى هنون" (41 عامًا)، وُلد رفيق إعاقة أفقدته بصره، لكنه استطاع رغم ذلك أن يتخطى كل الحواجز، ليصبح نموذجًا للكفيف الناجح الفاعل، مُعتمدًا على نفسه وعصاه البيضاء.

قصة محمد بدأت في مراحل تعليمه الأولى، عندما التحق بمدرسة مكفوفين خاصة، وبعد تطبيق الحكومة الموريتانية أنظمة الدمج في المدارس، والتي تتيح لهذه الشريحة الدراسة مع الطلبة العاديين، انتقل إلى مدرسة حكومية.

هنا كانت نقطة تحول في حياة الشاب الموريتاني؛ إذ حصل على شهادتي الدروس الإعدادية و"البكالوريا" (التعليم الثانوي)، في إحدى المدارس العمومية بالعاصمة نواكشوط.

وبعدها انتقل "المصطفى هنون" إلى جامعة نواكشوط، وحاز هناك شهادة "المتريز" (الإجازة) في الأدب العربي، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

** نضال

ويُصر الشاب الموريتاني على المضي قُدمًا في رسم خططه للنهوض بشريحة المكفوفين في بلاده، كما يتطلع لمساعدة السلطات في تحقيق أحلامه.

وكما محمد، يخوض غالبية المعاقين وذوو الاحتياجات الخاصة في موريتانيا، نضالًا مستمرًا لنيل حقوقهم، خاصة في مجالات التوظيف والاندماج بالمجتمع عمومًا.

وهذه الشريحة عانت طيلة الحقب الماضية تهميشًا ملحوظًا، لكن جهود محمد الذي يعتبر أبرز المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في بلاده، ساهمت في تحقيق مكاسب كبيرة له ولرفاقه.

وعام 2015 وبفضل جهود محمد، صادقت الحكومة في موريتانيا على مشروع قانون يحسّن حقوق الكفيفين ويحميهم، خاصة على صعيد تحديد الوظائف الملائمة لهم.

وتسعى السلطات الموريتانية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني لمساعدة المكفوفين الذين يعانون مشاكل في التعلم والعمل، على تجاوز العقبات التي تواجههم وتعوق اندماجهم في المجتمع.

** قصة نجاح

في العام 2014، نظمت الحكومة مسابقة خاصة بذوي الإعاقة، حقق خلالها الشاب الكفيف نجاحًا كبيرًا، وعُيّن أستاذًا في "مركز التكوين والترقية" الخاص بالأطفال من ذوي الإعاقة في نواكشوط.

لكن نجم محمد سطع فعليًا عام 2016، عندما بدأ تقديم برنامج إذاعي أسبوعي في إحدى المحطات الإذاعية المحلية، يعالج قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ككل.

وفي هذا المضمار يقول: "فكّرت خلال السنوات الأخيرة في أسرع وسيلة يمكن أن تغير نظرة المجتمع النمطية عن المعاق، فقررت تقديم برنامج إذاعي عبر راديو التنوير (محلية خاصة)".

وفي حديث مع الأناضول، يؤكد أن برنامجه بات من بين الأكثر شهرة، وتفاعلًا بين جمهور المعاقين، وبات متابَعًا بشكل واسع على الصعيد المحلي.

"المجتمع لديه نظرة نمطية عن المعاق مفادها أنه شخص لا يمكنه ممارسة أي عمل"، يقول محمد قبل أن يستدرك: "لكن البرنامج الإذاعي الذي أقدّمه ساهم بشكل كبير في تغيير هذه النظرة خلال وقت قصير".

ويوضح أن "البرنامج يسلط الضوء على كل القضايا المتعلقة بالمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، ويناقش حقوقهم ويعرض قصص نجاحهم".

**العصا البيضاء

ولهذه الأداة قصة مع محمد، التي يعتبرها بمنزلة وسيلة ساعدته على شق طريقه نحو النجاح والتميز في مجاله.

فهو يتجول في شوارع نواكشوط بمفرده معتمدًا عليها، ويتنقل بين أحياء العاصمة كأي شخص عادي.

"أمشي بمفردي دون الاعتماد على أحد، مستخدمًا عصاي البيضاء التي أتلمّس فيها الطريق إلى العمل"، يقول الرجل.

ويتابع: "الإعاقة لم تشكل حاجزًا شق طريقي منذ الصغر حسب ما أريد. أعيش حياتي كأي إنسان".

ويضيف فخورًا بنفسه: "أمارس عملي بشكل طبيعي. أنا أعيش من عملي وأكسب من عرق جبيني".

وينشط محمد في مؤسسات وهيئات مجتمع مهتمة بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأسس عددًا من جمعيات المعاقين في البلاد؛ أبرزها "الرابطة الوطنية للمكفوفين الموريتانيين".

وحاليًا، يُحضّر لإطلاق "جمعية المكفوفين الموريتانية للثقافة والموسيقى".

وهنا يوضح أنها ستركز على اكتشاف المواهب الفنية والثقافية للمكفوفين، كما ستتولى تنظيم أنشطة لهم في هذا المجال.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.